صديقي السيد علاء كان يستغرب كثيراً من المبالغ التي تصرفها قناة BBC مثلاً على مواقعها الإلكترونية وخدماتها الأخرى دون التركيز على الإعلانات على هذه المواقع!
وفعلا، حينما تزور موقع الـBBC الإنجليزي أو العربي أو حتى اللغات الأخرى، فإنك لا تجد (حتى كتابة هذا المقال) أي إعلان تجاري واضح كما تجده في مواقع أخرى مثل موقع قناة الجزيرة وغيرها من مواقع الأخبار العربية والأجنبية.
ومن المعروف طبعاً أن المواقع بحد ذاتها تكلف مبالغ طائلة من الناحية التقنية أولاً ومن ناحية المحتوى ثانياً، وكما يبدو لصاحبي فإن كل هذا غريب وغير معقول!
دعونا نقرأ هذا الخبر الجديد على موقع الـ BBC أيضاً :)
مردوخ يتجه لفرض رسوم على تصفح مواقع الاخبار [1]
تتجه مؤسسة نيوز كورب، التي يملكها رجل الاعمال روبرت مردوخ، لفرض رسوم على متصفحي الاخبار على الانترنت في كل مواقعها.
وتتطلع المؤسسة الاعلامية العملاقة إلى زيادة عائداتها بعد الاعلان عن تعرضها لخسائر بلغت 3.4 مليار دولار خلال السنة المالية المنتهية في يونيو/ حزيران الماضي.
ووصف مردوخ هذه السنة المالية بأنها "الأكثر صعوبة في التاريخ الحديث".
يذكر أن نيوز كورب تمتلك صحف التايمز والصن في بريطانيا ونيويورك بوست وصحيفة وول ستريت في الولايات المتحدة.
وقال مردوخ "ننوي فرض رسوم على كل مواقعنا الاخبارية، واعتقد ان المؤسسات الاعلامية الاخرى ستتبعنا إذا نجحنا".
وعبر مردوخ عن اعتقاده بأن المؤسسة الصحفية التي تتيح الاطلاع على انتاجها دون مقابل، تقلل من قدرتها على انتاج تقارير جيدة.
وأضاف مردوخ أن نيوز كورب ستجعل محتويات مواقعها "أفضل وستميزها عن الآخرين"، حتى لا يحتاج القراء للتنقل بين عدد كبير من المواقع الاخبارية.
ويأتي الاعلان عن الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها نيوز كورب بعد تحقيقها أرباحا بلغت 5.4 مليار دولار خلال السنة المالية السابقة.
وتراجعت عائدات المؤسسة الاعلامية الضخمة بحوالي 7.8 في المئة.
التعليق
هذا الخبر لا يعني بالضرورة أن هذه الشركة العملاقة لم تكن تحقق أرباحاً من هذه المواقع الإخبارية، ولكن يبدو أنه آن الأوان لها للحصول على المزيد من المال بواسطة احتكار بعض الأخبار والتقارير المفصلة في مختلف المجالات. وهذا لايتم إلا عبر اتاحة المشاهدة للمسجلين في هذه المواقع.
طبعاً هذه الفكرة ليست جديدة على عالم الإنترنت، فهناك العديد من المواقع الإخبارية والجرائد (ومنها جرائد سعودية) تتيح للمشتركين بها الاستفادة من امكانية المشاركة في موقعها والتعليق على الأخبار والدخول للبريد الالكتروني الخاص بالعميل، ولكن هذه الفكرة أقل من منع غير المشتركين من الاطلاع على الموقع.
ولو فكرنا قليلاً خارج الصندوق، فإن هناك تناقض بين الأهداف الرئيسية الكبيرة لشركة نيوز كورب وأشباهها من عمالقة الإعلام والمشاهير وبين إعلان فرض الرسوم على متصفحي هذه المواقع. فهذه الشركات تهدف دائماً إلى السيطرة على عالم الخَبر إما بنقله السريع والحصري أو بخلقه من لا شيء.
لربما ينجح قرار مردوخ ليستفيد من زيادة بعض الملايين إلى ملايينه، وربما يخسر الرهان ويواجه المناهضين والمعارضين للفكرة!
بالمناسبة، موضوعنا الأساس هو حول مواقع الـBBC وما قيل في التعليق في الأعلى هو مقدمة تمهيدية لأقول لصاحبي علاء بأن هذه المواقع والمواقع الأخرى التابعة لـBBC لابد أن يكون لها مردوداً ما. فإما أن يكون مادياً وهذا غير ظاهر على هذه المواقع، أو سيادي بأن تكون هذه المواقع هي المصدر الرئيسي للخبر بمختلف اللغات. وهذا بالطبع هدف أغلب وسائل الإعلام.
ومع أنني من المؤمنين بالمثل القائل (يا خبر اليوم بفلوس، بكرة يصير ببلاش)، إلا أنني مؤمن أيضاً بأن الخبر (البلاش) لا يأتي مفصلاً ودقيقاً ومطابقاً للاهتمامات كما هو الخبر (اللي بفلوس). ولهذا أرجع إلى نقطة البداية وأقول أن هناك ثمن لكل خبر!
تحياتي
أحمد
ما أشوف بنرات وحركات :)
أخوك حسين