..:: هنا أحمد ::..
» عزيزي الزائر لا تبتـئس  » تخليداً لذكراك يا محمد جعفر  » .:: عـيـدكم مـبـارك ::.  » قرقع قرقيعان .. وكل عام وأنتم بخير  » التسوق الذكي  » نبارك لكم حلول شهر رمضان المبارك  » هناك ثمن لكل خبر!  » خاص جداً .. شكراً بحجم السماء  » كما توقعت: صافولا تشتري سلسلة أسواق جيان  » مصطلح: مدينة صديقة للمشاة!  

  

أحمد العامر - 26/05/2009م - 9:10 م | مرات القراءة: 8999


حينما ننتقد يجب أن نضع لمحة من التفاؤل فبدونه سوف نكون كمن يصفع نفسه حين يخطئ دون أن يعرف لماذا أخطأ وكيف يصحح هذا الخطأ

السلام عليكم
تتسابق منذ مدة العديد من المدن العربية في الكثير من الدول لاكتساب تعريف جديد يعطى لبعض المدن بعد التحقق من أحقيتها لهذا التعريف. هذا التعريف هو أن هذه المدينة (صديقة المشاة). ملايين الريالات يتم صرفها على العشرات من المشاريع في سبيل تجهيز الطرق وتشجيرها وغير ذلك من الطرق المبتكرة للحصول على هذا التعريف الجديد.

بالنسبة لي لم أفهم (عملياً) كيف تكون المدينة صديقة للمشاة إلا حينما زرت بريطانيا للدراسة، فقد وجدت أن المشي في الطرقات متعة لايمكن وصفها حقاً. وأنا هنا لا أتكلم عن جمال هذه الطرقات ومايحيط بها من خضرة خلابة ومبانٍ وبيوت عتيقة مبنية في الأغلب على الطراز الفيكتوري من الحجارة يعلوها سطح مائل من الجانبين مثل الأكواخ. أيضاً أنا لا أتكلم عن مدى صلاحية هذه الطرق وكيف أنها تحصل على صيانة دائمة إلا ما ندر، أنا هنا أتكلم عن المتعة التي تحصل عليها حينما تمشي على رصيف مخصص للمشاة على جانبي كل الشوارع، وإشارات ضوئية صديقة للمشاة تعطيهم حقوقهم حينما يريدون العبور من جهة لأخرى. هذا الرصيف يبعدهم عن السيارات وعن راكبي العجلات الذين يحصلون بدورهم على مكان مخصص أيضا على طرفي الطريق بمحاذاة رصيف المشاة. (تجدون ذلك واضحاً في الصورة الأساسية المرفقة بالموضوع وهي لأحد الطرق الرئيسية في مدينة كامبردج - من تصويري).

وليس هذا كل شيء، بل تجد أن هناك أمور دقيقة كالإهتمام بذوي الاحياجات الخاصة الذين يسخدمون هذا الرصيف، فتجد أن الرصيف حينما يتقاطع مع شارع فإنه ينحني إلى الأسفل تاركاً الفرصة  لصاحب الكرسي المتحرك لعبور الشارع والارتقاء مجدداً للرصيف الآخر.

ولكي نكون منصفين فإن الرصيف لوحده لايحقق الصداقة مع المشاة بل المجتمع ككل، وهذا يعني قائدي السيارات والباصات وغيرها. هؤلاء تجدهم يحترمون المشاة حين يعبروا أمامهم ويحترمون قائدي الدراجات أيضاً سواءاً في الإشارات وغيرها.

لايمكن وصف الشعور وأنت تمشي لساعات حول المدينة تتمتع بجمالها بدون أن تخاف أن تدهسك أو تصدمك إحدى السيارات أو على الأقل تزعجك بأصواتها المزعجة. الكل يحترمك والكل يعلم أنك (كائن حي) يحق له المشي والعبور. أنظر للتناغم في الصور التالية بين السيارات وبني آدم المحترمين. (الصور مأخوذة من الانترنت)

الناس والسيارات

 

علامة الدراجة الهوائية على الأرض، علامة مشهورة في شوارع لندن وتطبع هذه العلامة على الطرق أو أجزاء الطرق المخصصة للدراجات الهوائية

السيكل

 

في السعودية (في الأحساء والرياض تحديداً)، حاولت مراراً أن أزاول هواية المشي التي أحببتها، ولكن كان يجب علي أن أقتصر في مزاولة هذه الهواية في المتنزهات والأماكن المسماة (الممشى) التي انشأتها مشكورة بلديات هذه المدن.

صورة للممشى في مدينة الرياض (المصدر جريدة الرياض)

ممشى الرياض

 

صورة الممشى في مدينة الأحساء (تصوير الفنان عبدالعزيز البقشي)

ممشى الأحساء

 

 ورغم أن هذه الأماكن تؤدي خدمة رائعة للمجتمع، إلا أنها لا تكفي، فحينما أحاول مزاولتها بشكل اعتيادي وطبيعي ويومي، أي حينما أريد الذهاب إلى البقالة أو المخبز اللذان يبعدان 10 دقائق فقط عن المنزل، فإنني أنزل إلى الشارع وأبحث عن رصيف فلا أجد ولهذا يجب أن أمشي في منتصف الطريق، وحين أريد أن أعبر الشارع، فإنني يجب أن أنتظر وأراقب يميناً وشمالاً وأحاول ثم أحاول حتى يتنازل أحدهم ويسمح لي العبور، ولما أهم بذلك يأتي أحدهم من على بعد 50 متراً ويشعل أنواره العليا ويصرخ بأصوات سيارته طالباً منا بل آمراً أن نفسح له الطريق. فلا وجود لمايسمى بالجسور أوطرق المشاة إلا فيما ندر. ولهذا فإنني دائماً ولله الحمد أشكر الله كثيراً حين أعود إلى المنزل بدون أصابات جسدية أو نفسية. طبعاً في الأحوال الجوية الطبيعية، وإلا فإن الخروج في وقت الأمطار سواءاً بالسيارة أو مشياً على الأقدام فإنه يعد من الطرق التي تؤدي إلى التهلكة!

لا أريد أن أضع صوراً لشوارعنا، فالقارئ يراها كل يوم ولاحاجة لتذكيره بحلم مزعج يريد أن ينساه بقراءة هذا الموضوع!

من فوائد السفر هي التعلم من الشعوب الأخرى، ورغم أن احترام المشاة يأتي من احترام الإنسان وهو واجب ديني، ولكن ماينقصنا هو الوعي. نعم ربما تختلف شوارعنا عن شوارعهم وإشاراتنا عن إشاراتهم وناسنا عن ناسهم  ولكن لماذا لا نتفق في شيء واحد فقط وهو احترام الآخرين!

حين نعمل أن تكون مدينتنا صديقة للمشاة، فإنها يجب أن تكون صديقة للبيئة والمجتمع والمستهلك في نفس الوقت، ولا يتم ذلك طبعاً إلا حين يتكاتف الجميع من البلدية والشرطة والمرور إلى أصغر فرد في المجتمع يستخدم الطريق لقيادة دراجته ذات الثلاث عجلات.

دراجة


تحياتي

أحمد العامر


للمزيد حول الموضوع
http://nadwah.alriyadh.gov.sa/more5.aspx
http://www.alriyadh.com/2008/04/05/article331798.html
http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=11096&I=123629&G=1



  
التعليقات «2»

shoja3 - القطيـــف [الأحد 31 مايو 2009 - 10:44 ص]
ذكرتني بخطوط المشاة هنا في نيوزلندا
عند عبور الشارع عبر هذه الخطوط يأتيك شعور بأنك ملك! جميع السيارات، الحافلات، الشاحنات.. جميعها تقف على بعد مسافة بانتظار عبورك للشارع. كنت أقول لصديقي هذه الخطوط لا تعني أي شيء في بلدي العزيز! وياكثر التحلطم (والتحطم) عند رؤيتنا لتحضر البشرية والبلدان في المناطق الأخرى

عموما المصيبة ليست مقتصرة على المشاة بل المرور بكبره خارب عندنا
والمشوار طويل جدا ولكن نتمنى أن نكون على استعداد ووعي كافيين لاتخاذ الخطوة الأولى التي بدأت الدعوة إليها أخي أحمد
السيد علاء - الســــــــــــــــــــــــــــــــعوية ديرة الأبط [الأربعاء 27 مايو 2009 - 2:41 ص]
عند رجوعي من هيستنج احسست اننا في السعودية نفتقد هذه الرياضة الجميلة وعزمت على ممارستها وكان حينها لايوجد لامماشي ولابطيخ وخرجت من منزلي متجها لاى عين الحارة التي تبعد مسافة 800 متر مشيا قاصدا السباحة في ان واحد ولاكن عوادم السيارات ,لأتربة و ومياه المجاري اللتي تطفو على سطح الشارع جعلتني اختنق ناهيك عن الشوارع الغير معبدة ولايوجد بها اي أنارة وكانت المرة الاولى والأخيرة اللت ازاول فيها المشي.